{وجاءت سكرة الموت} أي غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله {بالحق} أي بحقيقة الموت وقيل بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان وقيل بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة {ذلك ما كنت منه تحيد} أي يقال لمن جاءته سكرة الموت: ذلك الذي كنت عنه تميل. وقيل: تهرب وقال ابن عباس: تكره {ونفخ في الصور} يعني نفخة البعث {ذلك يوم الوعيد} أي ذلك اليوم الذي وعد الله الكفار أن يعذبهم فيه {وجاءت} أي في ذلك اليوم {كل نفس معها سائق} أي يسوقها إلى المحشر {وشهيد} أي يشهد عليها بما عملت. قال ابن عباس: السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل فيقول الله تعالى لصاحب تلك النفس {لقد كنت في غفلة من هذا} أي من هذا اليوم في الدنيا {فكشفنا عنك غطاءك} أي الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا {فبصرك اليوم حديد} أي قوي ثابت نافذ تبصر ما كنت تتكلم به في الدنيا. وقيل: ترى ما كان محجوباً عنك وقيل نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك {وقال قرينه} يعني الملك الموكل به {هذا ما لدي} أي عندي {عنيد} أي معد محضر. وقيل: يقول الملك هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله {ألقيا في جهنم} أي يقول الله تعالى لقرينه وقيل هذا أمر للسائق والشهيد {كل كفار} أي شديد الكفر {عنيد} أي عاص معرض عن الحق معاند لله فيما أمره به.